في العام ٢٠٠٨ أصدر آرون شوارتز بيانا يطالب فيه الباحثين وطلاب العلم بتحرير الأبحاث العلمية من قبضة الدوريات العلمية والمؤسسات التي تطلب مبالغ باهظة من أجل توفير تلك الأبحاث لمن يريد الإطلاع عليها. في بيان حرية النفاذ طالب بإستخدام كل الوسائل الممكنة بما فيها وسائل القرصنة وإختراق المواقع من أجل تحرير تلك الأبحاث وتوفيرها بصورة مجانية ومفتوحة للجميع، ومؤخرا تم إعادة نشر وترجمة البيان للغات مختلفة بما فيها العربية
نحن هنا نعيد نشر النص العربي ونترك لكم مناقشة ما فيه، بما في ذلك أرائكم حول فكرة إستخدام كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة في سبيل إتاحة المعلومات للجميع، وهل أنتم مع ذلك التوجه الذي يشبه توجه أرسين لوبين – المسمي باللص الشريف -أم لا؟
المعلومة تعني القوة. لكن مثلها مثل مصادر القوى اﻷخري، الكل يريد أن يحتفظ بها لنفسة. التراث الثقافي والعلمي العالمي، المنشور منذ عقود بكتب والمجلاّت تمّ رقمنته وغلق النفاذ إليه من طرف مجموعة من المؤسسات. هل تريد قراءة مقالات تقدّم أشهر النتائج العلمية؟ إذن يجب عليك أن تدفع مبالغ باهظة لناشرين مثل “ريد ألسيفر”. هناك من يناضلون من أجل تغيير هذا الوضع. ناضلت حركة النفاذ الحر لتضمن أن العلماء والباحثين يقومون بمشاركة منشوراتهم وأبحاثهم بشكل مفتوح على اﻷنترنت دون التقييد بحقوق الطبع والنشر ولكن حتى في أكثر السيناريوهات تفاؤلا، فإنّ سياسة النفاذ الحر لا تنطبق إلا على المنشورات المستقبلية. كل ما تم نشره في الماضي قد فُقد بالفعل. نحن ندفع ثمنا باهظا نتيجة للسياسات الحالية، مثل إجبار الأكاديميين على دفع نقود ليتمكنوا من مطالعة أعمال زملائهم، أو رقمنة مكتبات بأكملها بينما يتمكن موظفو غوغل_الذين بقومون بتحميلها على اﻷنترنت_ وحدهم من اﻹطلاع على محتواها كاملا، أوإتاحة المقالات العلمية لكبراء الباحثين في أفضل جامعات في الدول المتقدمة، في حين أن أطفال وطلبة البلدان الأخرى لا يمكنهم لنفاذ إليها؟ هذا أمر مشين وغير مقبول. العديد يقولون “نحن موافقون لكن ماذا يمكن ان نفعل؟ فالمؤسسات لها الحق في اﻹحتفاظ بحقوق الطبع والنشر وجني أموال طائلة، وهوأمرطبيعي وجائز قانونيا وبالتالي لا توجد طريقه لمنعه.. لكن يمكننا فعل شيء: هو الرفض والمقاومة. الطلبة، أمناء المكتبات، العلماء، أنتم من لكم الحق في النفاذ إلى هذه الموارد، لديكم هذه الامتيازات و يمكنكم الاستفادة من كم هائل من المعلومات المحجوبة عن الآخرين. لكن أنتم لستم ملتزمون _حقيقة أنه أخلاقيا، لا يمكنكم_ باﻷحتفاظ بهذا الكم من الامتيازات وحدكم بينما يمنكم تبادل كلمات السر مع زملائكم، وتحميل الملفات لأصدقائكم. لديكم دور في توزيع و مشاركة هذه الموارد مع آخرين. وفي نفس الوقت، بالنسبة لمن تم حرمانهم من النفاذ للمعلومات واستبعادهم من هذه الوليمة، لا تنتظروا مكتوفي الأيادي. قوموا بالتسلل إلى الثغرات وتسلّقوا الحواجز لفتح النفاذ للمعلومات المؤمنة من قبل الناشرين لتوزيعها على أصدقائكم. إن كل هذه الأعمال تدور وقائعها في الخفاء وتنسب إليها كُنية السرقة أو القرصنة وكأن التخلي عن نشر هذه المعلومات ومشاركتها مع الآخرين يعتبر بمثابة جريمة لا تغتفر. لكن المشاركة ليست شيئا لا أخلاقيا بل على العكس، هي واجب أخلاقي . من يرفض مشاركة المعلومة مع أصدقائهم ومع اﻵخرين هم فقط هؤلاء ذوي الجشع اﻷعمى. الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات، بطبيعة الحال، يعميهم الطمع. القوانين الحاكمة تفرض هذا، لأن المساهمين سوف يثورون. بينما السياسيون يدعمون طريق مصادقة القوانين التي تعطيهم السلطة الحصرية لتقرر من الذي يحق له الحصول على المعلومة. لا عدالة في الخضوع لقوانين هي نفسها غير عادلة من اﻷساس. حان الوقت للخروج من الظلال والاعتماد على العصيان المدني، لتأكيد معارضتنا على جريمة مصادرة الثقافة العامة. نحن بحاجة لجمع المعلومات حيث يتم تخزينها ، للحصول على نسخ منها، لنتشاركها مع العالم. يجب علينا استغلال هذا الملك العمومي الذي يمثل جزءا لا يتجزأ من أرشيفنا . يجب شراء قواعد البيانات السرية ووضعها على شبكة الانترنت. يجب علينا تحميل المقالات العلمية و وضعها على شبكات وخدمات تبادل الملفات. يجب علينا خوض معركة حرية النفاذ على طريقة العصابات أو الجوريلا. عندما نصبح أكثر ويتزايد عددنا في العالم، لن نُرسل فقط رسالة قوية لمعارضة خصخصة المعرفة: بل سنضمن أنها أمرأنتهى وينتمي للماضي. فهل أنتم معنا؟
آرون سوارتز يوليو/تموز ٢٠٠٨ ، إيطاليا